في مقال سابق لي بعنوان "الكتل العمرانية ... دماغ وقلب ورئة" تحدثت عن حاجة قرانا وبلداتنا ومدننا لدماغ وقلب ورئة سليمة من اجل الحفاظ على نمو هذه الكتل و سلامتها. أحب في هذا المقال التركيز على إحدى الفقرات التي وردت في المقال السابق "... بعض قرانا و بلداتنا تلاصقت مع بعضها بشكل عشوائي نتيجة لنمو طبيعي غير مدروس. النتيجة تكون مدينة تفتقر الى دماغ وقلب ورئة سليمة او حتى اسم يوحدها ...". أفضل مثال للتحدث حول هذه الفقرة هو البلدات الثلاث "أم الحمام والجش والملاحة" الواقعة في محافظة القطيف.
أم الحمام والجش والملاحة كانت حتى الماضي القريب عبارة عن ثلاث قرى تفصل بينها مساحات واسعة من غابات النخيل والمزارع. وقد بقيت كذلك رغم ارتفاع الكثافة السكانية بها لقرار يهدف الى الحفاظ على الرقعة الزراعية بواحة القطيف ، والتى تحيط هذه القرى من جميع الجهات ، مما اضطر كثير من سكان هذه القرى إلى النزوح للمدن والبلدات المجاورة من اجل توفير سكن مناسب لها.
غير أن القيود المفروضة على توسع هذه القرى عبر الواحة لم تستمر ، مما أدى الى انفجار في الحركة العمرانية لتكتسح كثير من غابات النخيل والمزارع بين هذه القرى وحولها. أم الحمام والجش والملاحة اصبحت الآن عبارة عن مدينة وليدة تفتقر الى دماغ وقلب ورئة سليمة او حتى اسم يوحدها.
المدينة الوليدة تتكون الآن من أحياء متلاصقة بشكل عشوائي وشارعين رئيسيين كل منهما بمسارين. أحدهما يشق بلدة الجش من الغرب الى الشرق ، وهذا الشارع يعتبر أحد المداخل الرئيسة لمحافظة القطيف من طريق الجبيل – الظهران السريع وخط عبور رئيسي لسكان المحافظة. كما يعتبر هذا الشارع مدخل لسكان بلدة الجش ويقع على جانبيه مباشرة كثير من المباني التجارية. الشارع الآخر يشق بلدة ام الحمام من الشمال الى الجنوب ويعتبر أحد الشوارع الرئيسة بمحافظة القطيف حيث يربط قرى المحافظة الغربية مع بعضها. أيضا يقع على جانبي هذا الشارع مباشرة كثير من المباني التجارية بدون وجود مساحة ارتداد كافية او حتى ارصفة جانبية لتنظيم المواقف والحركة. هذه المدينة الوليدة تفتقر الى المتنزهات المركزية والأماكن العامة المنسقة والى مركز تجاري يوحدها.
هنا اتوجه لأمانة الدمام ممثلة ببلدية محافظة القطيف بالإقتراحات التالية:
أولا: بإعتقادي ان أول خطوة يجب إتخادها هي إطلاق إسم لهذه المدينة الوليدة يوحدها وليكن "مدينة الروضة" ، أو أي اسم آخر يرتضيه الأهالي ، مع الإحتفاظ بالأسماء التاريخية "أم الحمام والجش والملاحة" كأسماء للأحياء القديمة، اختياري لهذا الاسم يرمز لشيئين ، الأول تمسك سكان هذه المدينة بالإسلام وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله ، والثاني كرمز لاشتهار المنطقة تاريخيا بزراعة النخيل والبساتين الغناء.
ثانيا: الإسراع بتأهيل فرع بلدية القطيف بأم الحمام بما يلزم من الموارد البشرية والمالية لتمكينها من القيام بدورها المطلوب لخدمة هذه المدينة الوليدة.
ثالثا: العمل على شق طرق رئيسية لربط أحياء المدينة ببعضها الآخر مع عمل شوارع إلتفافية لتحويل الحركة المرورية العابرة لخارج المدينة لنخفيف الازدحام ومخاطر الحوداث.
رابعا: العمل على إيجاد مركز تجاري حديث واضح المعالم في هذه المدينة. كذلك ايجاد مراكز مصغرة داخل كل من الأحياء القديمة لأم الحمام والجش والملاحة لتسهيل حصول الأهالي على إحتياجاتهم اليومية دون عناء. كذلك العمل على إيجاد متنزهات مركزية وأخرى فرعية وساحات رياضية لخدمة سكان المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك في الحقل بالأسفل ، وذلك بعد اختيار عنوان URL ، واكتب بريدك الالكترواني مكان الرابط ، او يمكنك اختيار مجهول ، وكتابة اسمك ضمن التعليق ..