ابدأ مقالي هذا بالثناء على الجهود التطوعية الجبارة التي تقوم بها "لجنة كل من عليها فان" لخدمة المقابر والمغتسلات في قطيفنا الحبيبة. أسس هذه اللجنة شريحة من أبناء المجتمع عام 1430 هـ بعد أن لاحظوا تدني الخدمات الخاصة بالمقابر والمغتسلات من حيث النظافة وتوفير المستلزمات الضرورية. أخذ هؤلاء الأخوة المؤمنين المتطوعين على عاتقهم العناية بالمغتسلات والمقابر وشئون الموتى، لسد حاجة المجتمع وهم لا يرجون إلا الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، ويعملون الآن بجد ونشاط لإنجاز مهام اللجنة ومنها:
1. العناية بكل ما يتعلق بالمقابر والمغتسلات.
2. إصدار دليل عملي في كيفية تجهيز الموتى.
3. توعية المجتمع بالإجراءات الرسمية المتعلقة بالموتى.
4. التخفيف على الأهالي وتسهيل الإجراءات الشرعية والنظامية بالتعاون مع الجهات المعنية.
لاشك بأن تحقيق هذه الأهداف بحاجة ماسة إلى تفاعل أبناء المجتمع مع اللجنة عمليا وماديا ومعنويا. كما أنه بحاجة إلى تفعيل دور البلدية للقيام بواجبها في عملية إدارة وتنظيم مقابر ومغتسلات المحافظة بشكل أفضل.
المقابر في محافظة القطيف موغلة في القدم ويبلغ عددها حتى الآن 34 مقبرة. لا تكاد تخلوا مدينة أو بلدة من مقبرة أو أكثر ولكنها في الغالب ذات مساحات صغيرة تتوافق مع إعداد السكان في الأزمنة الغابرة.
قليل من مقابر المحافظة تمددت في المناطق المفتوحة المتاحة من حولها، غير إن أكثر المقابر بقيت على وضعها بسبب انعدام الفراغات من حولها لوجودها في مناطق مأهولة بالسكان ومكتظة بالمنشآت. هذا الوضع اوجد مشكلة بدأت تتفاقم شيئا فشيئا وهي عدم وجود مساحات كافية في كثير من المقابر تتناسب مع المعدل المتنامي لأعداد الموتى في المحافظة كنتيجة حتمية للزيادة المطردة في اعداد السكان.
مقبرة الشويكة، وهي احدى المقابر القديمة الواقعة جنوب مدينة القطيف وتخدم رغم صغر مساحتها أحياء عديدة في المدينة، واحدة من هذه المقابر التي تعاني الآن من ضيق شديد في المساحة لدرجة التلاصق الشديد لقبور الموتى ببعضها الآخر وانعدام الممرات فيما بينها. كانت المقبرة حتى عهد قريب محاطة بغابات من النخيل والمزارع، غير انه ونتيجة للنمو السكاني والعمراني المطرد أصبحت الآن محاطة بالمنشآت من جميع الجهات.
ما زاد الوضع سوءا أن المقبرة مجزأة إلى ثلاث أقسام تفصل بينها شارع رئيسي «يسمى "ابن المغترب" كما يبدو» وشارع آخر ضيق ادمج مؤخرا والجزء الثالث من المقبرة مع القسم الغربي بعد جهود مشكورة من بعض الإخوة المؤمنين وبالتنسيق مع بلدية محافظة القطيف وجمعية القطيف الخيرية والجهات المعنية الأخرى.
شارع ابن المغترب، وهو جزء من أول شارع تم إنشاءه لربط وسط مدينة القطيف بمدينة الدمام ومدن أخرى، يمر في وسط المقبرة قاسما إياها إلى نصفين رئيسيين. أتذكر والدي رحمه الله تعالى دائما يتأوه وهو يقول عند مروره بالمقبرة بأن قبر جدي رحمه الله تعالى يقع على طرف الشارع قرب سور القسم الشرقي للمقبرة. كما أتذكر بأن رجل السماحة الشيخ علي المرهون رحمه الله تعالى امتنع حتى وفاته من المرور على هذا الشارع الذي يخترق المقبرة على اعتبار انه جزء من المقبرة ويجب أن يعاد إليها.
لاشك أن هناك جهود تبدل من بلدية محافظة القطيف وجمعية القطيف الخيرية منها المشروع الأخير لتسوير مقابر المحافظة وإنشاء مغتسلات جديدة. لكن هذه الجهود ليست كافية ولا تعالج المشكلة الرئيسية وهي صغر مساحة اغلب مقابر المحافظة، وهي مشكلة تتفاقم سنة بعد أخرى. ما أخشاه ان تتحول بعض هذه المقابر، لاسمح الله، بسبب صغر مساحاتها الى ادوار متعددة لاستيعاب الموتى.
أختم مقالي بمقترحات موجهة لبلدية القطيف والجهات المعنية الأخرى لايجاد خطة لتحسين وضع المقابر في المحافظة يشمل التالي:
1. توسعة المقابر الحالية بإضافة ما حولها من مساحات فضاء، إن وجدت، أو من خلال نزع ملكية المباني القديمة المحيطة بهذه المقابر.
2. تحقيق الدمج المرتقب لمقبرة الشويكة من خلال تحويل جزئي لمسار شارع ابن المغترب بعيدا عن المقبرة. وهنا أود الاشاره إلى أن مدينة القطيف القديمة، المحصورة بين شارعي أحد شمالا والرياض جنوبا، لا يوجد بها رغم اتساعها سوى شارعين للحركة بين شرق المدينة وغربها، وهما شارعي الخليفة عمر وبدر «جعفر الخطي سابقا» المتقاربين في وسط المدينة القديمة والمتعاكسين في الاتجاه. لذا اقترح التالي:
- مد شارع جديد يبدأ من شارع بدر، قرب تقاطعه مع شارع الملك فيصل، ويتجه شرقا في مسار جنوب مغتسل الدبابية ومقبرة الشويكة ليقطع شارع الملك عبد العزيز ويستمر شرقا حتى شارع الجزيرة. هذا الشارع المقترح سيفك الاختناقات المرورية في القسم الجنوبي للمدينة القديمة ويخدم الحركة بين شرق المدينة وغربها ويسهل تحقيق الدمج المرتقب لمقبرة الشويكة.
- مد شارع المدينة المنورة «البستان»، من تقاطعه مع شارع الملك عبد العزيز، شرقا ليلتقي بشارع الفتح قرب تقاطعه مع شارع الجزيرة. هذا الشارع المقترح سيفك الاختناقات المرورية في القسم الشمالي للمدينة القديمة ويخدم الحركة بين شرق المدينة وغربها.
3. تحديد أراضي واسعة في مواقع مختلفة من المحافظة لإنشاء مقابر جديدة.
شكرا لك اخي المهندس على هذا الاهتمام بهذه اللجنة
ردحذفويعطيك الف عافية
اخوك ابراهيم علي
نتمنى فعلا توفر مثل هذه اللجان الخيرية
ردحذفبوجودها يكون هناك احياء للكثير من الفعاليات