الاثنين، 22 أغسطس 2011

شرايين الحياة في المناطق العمرانية



شرايين الحياة في المناطق العمرانية تتمثل في وسائل النقل المختلفة ومنها الشوارع والطرق السريعة التي تستوعب الحركة المرورية داخل الكتل العمرانية والبينية بين الكتل العمرانية والدول المختلفة. يركز مقالي هذا على الطرق السريعة في المنطقة الشرقية.
بداية ظهور الطرق السريعة في المنطقة الشرقية كان في اواخر القرن الهجري الماضي «السبعينات من القرن الميلادي الماضي» عندما نفذت وزارة النقل ما يعرف حاليا بطريق ابو حدرية السريع الرابط بين ابو حدرية وطريق الظهران – الأحساء «هذا الطريق مد لاحقا جنوبا الى جسر الملك فهد المتجه الى البحرين». بعدها ببضع سنوات تم تنفيذ طريق الجبيل – الظهران السريع الموازي الى الشرق لطريق ابو حدرية مع شوارع خدمة على جانبيه في منطقة ذات كثافة سكانية عالية.
بقي طريق ابو حدرية على وضعه وبدون صيانة تذكر لسنوات طويلة حيث تآكل مع الوقت وكثرت فيه الحفر. مؤخرا اكملت وزارة النقل مد طريق ابو حدرية السريع شمالا ليصل الى الخفجي على حدود الكويت، واتبعت ذلك باعادة انشاء وتوسعة وانارة طريق ابو حدرية القديم «العمل جاري حتى الآن» مع انشاء شوارع خدمة واضافة بعض الجسور في منطقة ذات كثافة سكانية عالية. طريق ابو حدرية اصبح الآن شريان رئيسي يبدأ من الخفجي على حدود الكويت شمالا وينتهي بجسر الملك فهد المتجه الى البحرين جنوبا. كذلك بقي طريق الجبيل - الظهران على وضعه وبدون صيانة تذكر لسنوات طويلة حيث تآكل مع الوقت وكثرت فيه الحفر. في السنوات القليلة الماضية أعادت وزارة النقل انشاء الطريق واضافة بعض الجسور «العمل جاري حتى الآن» كما عملت أمانة المنطقة الشرقية على انارته.
ما يميز الطريقين انهما الشريانين الرئيسين الوحيدين اللذين يربطان مدن وبلدات المنطفة الشرقية، واخص بها المدن والبلدات الواقعة بين الجبيل وابو حدرية شمالا والظهران جنوبا. كان الطريقان عند تنفيذهما خارج النطاق العمراني لهذه المدن، اما الآن فاصبحا يشقان مناطق عمرانية ذات كثافة سكانية عالية وخصوصا المنطقة الواقعة بين القطيف والظهران.
لن اركز في مقالي هذا على ما اصاب هذين الطريقين من اهمال لسنوات طويلة ولكن احب ان الفت النظر الى ان كلا الطريقين مضى على تنفيذهما اكثر من ثلاثون سنة. وعند اضافة فترة الدراسة والتخطيط والتصميم والاعتمادات المالية والمناقصات يكون تصميم الطريقين اعتمد على احصاءات قديمة للحركة المرورية وعلى افكار تخطيطية مضى عليها مايزيد على اربعين سنة. لذا تجد ان بعض الجسور والمخارج على هذين الطريقين لم تعد قادرة على استيعاب الحركة المرورية وخصوصا فترات الذروة. خير مثال على ذلك المخرج من طريق الجبيل – الظهران المتجه لميناء الدمام والخبر ومطار الظهران القديم، هذا المخرج صمم بمسار واحد لكن اصبح الآن شبه مشلول في فترات الذروة لأن حجم الحركة عليه تتطلب اكثر من ثلاثة مسارات ما ادى الى اختناقات مرورية شديدة وحوادث سير تحتاج الى تدخل وزارة النقل لوضع حلول عاجلة لها.
مشكلة أخرى هي ما يجرى الآن من سوء تنسيق وفوضى اثناء عملية اعادة انشاء الطريقين ادت الى تقليل القدرة الاستيعابية للشريانين الرئيسيين الوحيدين بنسبة كبيرة نتيجة لتتابع التحويلات عليهما وعدم الاهتمام الكافي بتوفير تحويلات تتناسب بشكل مقبول والحركة اثناء فترات الذروة وبالرقابة المرورية في مناطق التحويلات لمنع التجاوزات والسرعة الزائدة.
على الرغم من اهتمام وزارة النقل بوضع ضوابط للسلامة المرورية في الطرق الجديدة واثناء مرحلة الصيانة «راجع موقع الوزارة الالكتروني» الا ان هذه الضوابط لا تطبق بشكل دقيق. اضافة الى ان تزامن اعمال اعادة الانشاء والتحسين في كلا الطريقين اديا الى ارباك شديد للحركة المرورية في منطقة ذات كثافية مرورية عالية. ما زاد من المشكلة تزامن اعمال وزارة النقل مع اعمال أمانة المنطقة الشرقية التي ادت الى اغلاق متزامن ايضا لشوارع حيوية مهمة في الدمام لانشاء جسور وانفاق لمجموعة تقاطعات رئيسية ادت الى تحويل بعض الحركة العابرة من داخل الدمام الى الطريقين السريعين.
أتمنى من وزارة النقل وأمانة المنطقة الشرقية اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع القائم وتقليل المخاطر التي يتعرض لها مستخدمي هذه الطرق منها الآتي:
1- تنسيق تنفيذ مشاريع الطرق ومحاولة اعادة جدولتها بهدف التقليل من الارباك الحاصل للحركة المرورية.
2- التقليل من عدد التحويلات وعدم السماح بأكثر من تحويلة في مكان واحد مع تحسين وضعها لزيادة الاستيعاب قدر الامكان.
3- منع الشاحنات من السير فترات الذروة على طريق ابو حدرية في التحويلة الواقعة عند تقاطعه مع طريق الرياض – الدمام مع ابقاء المنع وتشديده على طريق الجبيل - الظهران.
4- تكثيف الرقابة المرورية في فترات الذروة وخصوصا عند التحويلات.
5- محاولة الاسراع في تنفيذ مشاريع الطرق في المناطق المكتظه قدر الامكان بالعمل المتواصل 24 ساعة يوميا.
6- تفادي اعادة انشاء الطرق من خلال برنامج صيانة دوري وقائي يعالج تشققات طبقات الاسفلت وتكوين الحفر فيها وبالتالي تلف طبقات الأساس للطرق.
7- اعادة دراسة تصميم الطريقين ومحاولة ايجاد حلول سريعة للأجزاء التي لم تعد قادرة على استيعاب الحركة المرورية مع الأخذ بالاعتبار التغييرات في الحركة المرورية في المدى المنظور.
أختم مقالي باقتراح موجه الى وزارة النقل وأمانة المنطقة الشرقية لدراسته يتلخص في التالي: هناك حركة مرورية بينيه مركزة في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية الواقعة بين رأس تنورة شمالا مرورا بالقطيف والدمام الى الخبر والظهران جنوبا. هذا الوضع بحاجة لالتفاتة لدراسة امكانية انشاء طريق سريع بالمسار المقترح التالي:
1- يبدأ الطريق من رأس تنورة ويمتد شرقا بجسر معلق بين رأس تنورة وجزيرة تاروت «في المنطقة الواقعة بين بلدتي سنابس والزور».
2- يتفرع الطريق في جزيرة تاروت الى طريقين، طريق يمتد شرقا الى شارع أحد بالقطيف، وآخر يمتد جنوبا الى شارع الرياض.
3- يستمر الطريق جنوبا بجسر معلق بين جزيرة تاروت والدمام «جسر دارين - حاليا تحت الدراسة».
4- يمتد الطريق جنوبا عبر الدمام ليتصل بالطرق السريعة بين الدمام والخبر والظهران.
تنفيذ مثل هذا الطريق السريع سيسهل ويختصر المسافة بين المدن والبلدات التي يمر بها ويوزع الحركة المرورية بشكل افضل ويخفف من الضغط المتنامي على الطرق والشوارع الحالية ويحد من الأخطار والحوادث المرورية. اضافة الى ذلك، يمكن أن يمثل هذا الطريق معلم سياحي وترفيهي مهم للمنطقة الشرقية.
وانا اكتب مقالي هذا قرأت خبرا اسعدني وهو ان أمانة المنطقة الشرقية نظمت ورشة عمل حول تطوير خدمات نظم النقل العام شملت تطوير وتنظيم مستوى خدمات النقل في الشرقية بانشاء خطوط حافلات مع خطوط قطارات ثقيلة أو خفيفة لخدمة الحركة داخل وبين مدن الشرقية. اتمنى ان تشتمل الدراسة لحركة النقل هذه امكانية تنفيذ الطريق السريع المقترح بحيث يشتمل على مسار لاحد خطوط قطار الركاب المقترح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك في الحقل بالأسفل ، وذلك بعد اختيار عنوان URL ، واكتب بريدك الالكترواني مكان الرابط ، او يمكنك اختيار مجهول ، وكتابة اسمك ضمن التعليق ..